المكتبة العراقية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى متخصص بالمكتبة العراقية
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ذكريات مع عالم من علماء الطاقة الذرية العراقية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو ذر الفاضلي
المدير
المدير



ذكر عدد الرسائل : 1703
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 19/09/2007

ذكريات مع عالم من علماء الطاقة الذرية العراقية Empty
مُساهمةموضوع: ذكريات مع عالم من علماء الطاقة الذرية العراقية   ذكريات مع عالم من علماء الطاقة الذرية العراقية Icon_minitime1الجمعة يوليو 10, 2009 10:51 am




ذكريات مع عالم من علماء الطاقة الذرية العراقية





سرور ميرزا محمود



يبدو ان ما حدث للعراق من مواجع يسمح لنا التاريخ ان ندون مشاهد تطرز احداث
مؤلمة لجزء من خارطة البرنامج النووي العراقي الا وهي التصفية للكوادر بطرق
مختلفة ذكرنا سابقاً اغتيالات العلماء من قبل الموساد وتبعه الاحتلال ومساوئ
عمله لتحطيم بلداً كان يوما ما رائداً لفكر وحضارة استفادت منها الانسانية
جمعاع.






في مشوار الحياة تعرفت على المرحوم الدكتور خالد ابراهيم سعيد في فرنسا 1974
عندما كنت اكمل الدراسات العليا في العلوم الجيولوجيا وهو ضمن الوفد الفني
بمعية الدكتور عبدالرزاق الهاشمي والدكتور همام عبد الخالق والثلاثة قادوا
المباحثات التي توجت بتزويد العراق بالمفاعلات والمختبرات.






بعد عودتي للعراق عام 1976 ومباشرتي في الشركة العامة للمسح الجيولوجي وبناء
على التطور الذي رسمته السياسة الجديدة لعمل منظومات الطاقة الذرية نقلت الى
معهد البحوث النووية رئيساً لقسم الجيولوجيا النووية وكان يتراس المعهد بدرجة
مدير عام الدكتور خالد ابراهيم ولم ارى غير الدعم والحرص على تحقيق ايصال
البرامج البحثية الى مستوى التطبيق واستطاع بما يمتلك من قدرة في الابداع
الاداري والعلمي ان يسير بالمعهد ضمن ما تطلبته استراتيجية العمل ولم تشغله
مهماته الحزبية، كانت بحوثه العلمية تأخذ طريقها ايضا بنفس الهمة






نود هنا ان نورد حدثاُ لمدى الحرص والرؤيا المستقلية لعمل قسم الجيولوجيا، كانت
هنالك فرقة جيولوجيا تعمل في منطقة الجل القريبة من نكرة السلمان للبحث عن
مكامن اليورانيوم وفي حينه اقترح الزميل الدكتور عماد خدوري ان يطبق تقنية
جديدة تسمى "الاكواب المقلوبة" للتحري عن اليورانيوم، وافق الدكتور خالد
ابراهيم على ذلك مع تشجيعه للفكرة.






ذهبنا سوية الى السماوة ومنها لنتوجه الى نكرة السلمان وكان من المفروض وجود
دليل نظراً لعدم توفر طرق ذات دلالة في ذلك الحين وشاء القدر ان يكون دليلنا
مفوض في الشرطة يعمل في نكرة السمان وهو فر طريقه الى هناك الا انه ظهر جاهلاً
في دروب ومسارات الصحراء مما ادى الى ان نتيه لمدة يومين لولا وجود جليكانات
الماء وجهاز الكومباس وارسال الاشارات في الليل عن طريق الضوء الجانبي في
السيارة الحقلية نجونا والحمدلله.






وصلنا موقع العمل حيث تعمل فرقة لنا هناك وبوجود الخرائط الجيولوجيا وضعت خطة
تطبيق البحث من قبل الدكتور عماد واستخدام شكل هندسي لمسار زرع الكؤوس استطاع
ان يحدد تواجد اليورانيوم.






عدنا الى بغداد تم دراسة توفر الطرق اللوجستية منها الاتصالات لتنفيذ المهمات
الاستكشافية مستقبلاً اقترح نائب رئيس المنظمة الدكتور عبدالرزاق الهاشمي
والدكتور خالد ابراهيم بنقل قسم الجيولوجيا النووية الى المؤسسة العامة للمعادن
المعنية بالمسح الجيولوجي والتحري من المعادن واستخراجها والتي تملك اكبر كادر
جيولوجي في القطر وتمتلك كافة المستلزمات الحقلية والمختبرية.








اثبتت الرؤية المستقبلية نجاح فكرة نقل القسم لنرى كيف استطاعت مؤسسة المعادن
من بناء وحدة لانتاج اليورانيوم في معمل عكاشات بالاضافة لوحدة اخرى ريادية
لمنجم ابو صخير.






اشرف على العمل التي تجريه الشركات الفرنسية لبناء مفاعلي تموز وورش العمل
بالاضافة لترأسه لمعهد البحوث النووية حتى عام 1980.






اشرف على نقل اليورانيوم من البرتغال الى العراق.






اشترك في المباحثات مع الجانب الفرنسي في بغداد وباريس وكنت مشاركاً لذلك.






عندما كنت في فينا زودته بالتقارير العلمية والكتب التي كانت فيها طابع السرية
اخره الكتاب المعنون "
Now
it can be told
"
في عام 1984 انيطت به مسؤولية مشروع المحطة الكهروذرية التي تشمل اختيار موقع
لمحطة عمليات البناء ودراسة اسس السلامة النووية الى ان كلف في عام 1987 ترؤسه
المجموعة الرابعة المعنية بتصميم القنبلة النووية وهي مهمة غير سهلة وتحتاج الى
دراية ودقة في النفيذ، عمله جاهداً بكل موضوعية وعملية دقيقة يعاونه كادر متميز
علمي وهندسي ولهذا الغرض انشأ مركز الاثير.






مركز الاثير منشأة قائقة في التصميم والاداء تحتوي على مبنى محصن لتنفيذ
التجارب للمواد وغرفة مسيطر عليها لاتسمح بتسريب المواد المشعة، تحتوي ايضا على
مبنى مخصص للتعامل مع تقنية اليورانيوم للصهر والصب وابنية ومختبرات لفحوصات
المواد، بدأ البناء عام 1988 وقبيل حرب الخليج اكتمل حوالي 95% منه تعرض جزء
قليل لقصف عشوائي غير مخطط له في اخر ليلة من العمليات العسكرية عام 1991.






لم يظهر الدكتور خالد ابراهيم امام فرق التفتيش بالرغم من كونه احد قيادي
البرنامج لضروف اقرتها تلك القيادة الا بعد الفريق النووي السادس الذي تراسه
ديفد كاي عندما عثروا على تقارير المجموعة الرابعة في بناية نقابات العمال
واستطاعوا تهريب تقرير مهم وهو تقرير تقدم العمل للمجموعة الرابعة للفترة من
حزيران – كان الاول 1990 والذي يشير الى مجريات العمل بشان تصميم القنبلة
النووي ((سنتحدث عن موضوع التجربة مع فريق التفتيش في مقالة قادمة)) ان تقرير
تقدم العمل موقع من قبل الدكتور خالد ابراهيم سعيد واعتبر ديفيد كاي بانه حقق
انجازاً كبيراً لعثوره على هذا التقرير.






بعد ذلك بدا الدكتور خالد بالظهور امام فرق التفتيش ابتداً من الفريق النووي
السابع تبعته اجتماعات في فينا ونيو يورك.






نعود الى مركز الاثير واتذكر عندما كنت ممثل الفريق النووي العراقي وبزيارات
عديدة من قبل فرق التفتيش لهذا المركز كان بوب كيلي الخبير في مجال التسلح
(مختبرات لوس الموس) بقول بان هذا المركز يمكن ان يكون مركزاً اقليمي لدراسة
المواد نظراً لما يتمتع به من دقة بالتصميم والبناء وكان حاضراً من الجانب
العراقي المرحوم الدكتور محمد المنذري رحمه الله (توفى في منتصف التسعينات بمرض
عضال) والدكتور صباح عبدالنوروالدكتورماهرسرسم وهم كوادر الاثير.






في تشرين الاول 1991 قام نفس الشخص بوب كيلي بالاشراف على تدمير الاجزاء المهمة
لمركز الاثير بالاضافة للاجهزة التابعة له واستخدم 8 طن من المتفجرات وكنت
حاضراً ممثلاً للفريق النووي العراقي.






دمر هذا الصرح ليضاف الى صروح اخرى تبين عضمة العقل العراقي.






ابلغت الدكتور خالد ابراهيم بما حصل وشاهدت مقدار تالمه كانه فقد عزيزاً عليه.






تبوأ بعدها سكرتارية اللجنة الصناعية التي تشرف وتدرس كافة المشاريع المقدمة
للوزارات ذات العلاقة حصل على وسام جابر بن حيان درجة اولى والذي يمنح البارزين
في الطاقة الذرية وبالرغم من كونه عضو قيادة فرع بالحزب الا انه ضل بعمل في
المجال العملي والاداري بنفس االهمة والثبور.




في يوم 8/4/2003 بينما كان عائدا الى منزلة لم يكن يعلم بانه كانت هناك دبابات
امريكية قد وصلت الى بعض مناطق بغداد ومنها منطقة الخضراء حي الكافاءات فامطرو
سيارته بوابل من الرصاص الخارق قتل في الحال سائقه واحد موضفيه واصيب هو بجروح
بليغة نقله احد ساكني المنطقة الى المستشفى وفارق الحياة ليلاً وبقي هناك خمسة
ايام بعد تمها دفنه في مقبرة ابو غريب وشارك في الدفن كاتب المقالة وثلاثة من
الكوادر المتقدمة في البرنامج النووي وهم دكتور حكمت نعيم الجلو، دكتور خلوق
روؤف حمدي، الدكتور زهير القزاز وعائلته فقط. هكذا شيع عالم من علماء العراق في
الايام الاولى للاحتلال.






بعد ايام لم تتجاوز اسبوعين فقدت منظمة الطاقة الذرية ايضاً عالماً اخراً وهو
الدكتور حارث الراوي نتيجة لما مر به العراق من انطلاق حملات النهب والسرقة
والقتل فقد حاصره مجموعة مسلحة عندما كان يروم التحرك للتسوق مع ولده بالسيارة
نوع لاند كروز حديثة 2002 وقاموا باطلاق الرصاص ونزل مع ولده محاولاً الاختباء
في احد البيوت المجاورة وبدا سكان الحي بالخروج مما اضطر المهاجمون بمحاولة
سرقة السيارة والهروب بها مع استمرار اطلاق الرصاص فقد قام الدكتور حارث في
تشغيل جهاز السيطرة لابطال سير المركبة مما جعلهم يتركونها مع استمرار الرمي
والهروب ولهول هذا الموقف اصابته نوبة قلبية قاتلة وولده يشاهده وهو يموت امام
اعينه واعين سكان الحي. انه احد علماء الكمياء النووية وله دور متميز في دائرة
الكمياء وحاصل على وسام جابر ابن حيان من الدرجة الاولى






بعد الحصار كانت هناك ازمة في الدواء فساهم في رسم مكونات الخريطة الدوائية
(الشجرة الدوائية) واستطاع ان يزود المؤسسة العامة للادوية في سامراء بنتائج
جيدة تدخل في صناعة الدواء.






وبما اننا نتحدث عن الشخصيات العلمية التي فارقت الحياة اود هنا ان اضيف لما
كتبته في مقالتي المعنونة "العلاقات الدولية في اطارها الدبلوماسي والفني
للبرنامج النووي العراقي" الجزء الخاص بالمرحوم الدكتور رحيم عبد الكتل العالم
السفير الذي وهب عمله لخدمة وطنه ولا يمكن نسيان التكريم له من قبل منظمة
الطاقة الذرية حيث اجري له تابين مهيب حضره كثير من الشخصيات العلمية وعائلته
وقد كنت من الذين تحدثو عن مأثره واعماله المتميزة وادائه العلمي والاداري
واقترحت تسمية بناية دائرة السياسات العلمية والبرامج باسمه اسوة باسماء شهداء
المنظمة عبدالرحمن رسول، سلمان رشيد سلمان ويحيى المشد التي تطرز قاعات المكتبة
الفنية اسمائهم وحصلت الموافقة على بذلك. رحم الله شهداء العراق جميعاً ذكرنا
بعض من نعرفهم وكثيراً يعرفهم الاخرون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكريات مع عالم من علماء الطاقة الذرية العراقية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المكتبة العراقية :: مكتبة السياسة والفكر :: كتب السياسية بصيغ أخرى-
انتقل الى: