اما
دورنا كان اً وبمعيتنا فريق المفتش الوطنى العراقى نقل بعد المواد النووية
من الاماكن التي تعرضت للقصف الى موقع امن في الزعفرانية.
وهنا
نود الاشارة بان الامريكان حصلوا على معلومات نتائج فريق تفتيش الوكالة
الذي حدث قبل ايام من القصف فكم كانوا يريدون ايذاء العراق؟
لنقارن
ما أجاد به كوادر النشاط النووي العراقي من بداعة وهمة وطنية لنقل الوقود
المشع عن المفاعلات المدمرة ومن تحت انقاضها وحفظها في الحاويات واستمرار
مراقبتها وكذلك المحافظة على عدم تسرب مياه المفاعلات من الاحواض للتربة
في التويثة.
و
ما قام به الاميركان ومن معهم من اتسخدام (320) طن من اليورانيوم المنضب
عام 1991 بالاضافة (2000) طن من اليورانيوم المخصب خلال الاحتلال والذي
ستتأثر به اجيالاً بعد اجيال ناهيكم لما بها من اثار على البيئة العراقية.
هنا
كان على الوكالة كواجب قانوني واخلاقي ان تدين هذا العمل باعتبار ان ما
حدث هو اهانة لنظام الضمانات وسنرى لاحقاٌ انها تشارك العدوان مما افقدها
شرعية العدل والمهنية في الاداء.
بعد
وقف اطلاق النار وانتهاء العمليات الحربية اصدر مجلس الامن بتاريخ 3
نيسان/ 1991 القرار 687 صاغت بعض بنوده بمساعدة لجهات فنية لها علاقة
بالتسلح وقسم منها شارك في التفتيش وبهذا جاء القرار انتقامي وخبيث.
فكان
القرار يمثل نظرة جديدة في التعامل مع الازمات لم تشهدها العلاقات الدولية
من قبل. لقد حدثت خروقات معينة بما يتعلق بنظام الظمانات ضمن اتفاقية الحد
من الاسلحة النووية وكانت معالجتها تتم بطريقة هادئة وغير مؤذية مثلما حدث
مع جنوب امريكا لكن هذا القرار أخذ بعداً اوسع من الايذاء والتدمير نتناول
هنا بعض بنوده فيما يتعلق بالجانب النووي:
1- يتوجب على العراق ان يلتزم دون قيد او شرط بعدم تطوير او بناء او استخدام اسلحة نووية.
2- عدم انتاج مواد تصلح لتصنيع قنابل نووية.
3- عدم اجراء اي بحوث او تطوير او بناء منظومات او ورش يمكن استخدامها لهذا الغرض.
4- يعلن
العراق خلال خمسة عشر يوماً من تاريخه عن كمية وانواع والمواقع وان يضعها
جميعاً تحت تصرف الوكالة الدولية للطاقة وبدورها عليها اي الوكالة تدمير
او نقل او ابطال مفعول جميع المواد والمنظومات.
وبسبب
هذا القرار تم لاحقاً وضع نظام جديد يطلق عليه البروتوكول الاضافي الذي
الزم الدول الاعضاء في اتفاقية الحد عن الاسلحة النووية واجاز هذا
البروتوكول الاعتماد على التقارير الاستخباراتية والقيام بالزيارات
المفاجئة وغير المعلنة لمواقع هي تحددها وهذا طبعاً لاينطبق على المدلل
(الكيان الصهوني) باعتباره غير منظم الى اتفاقية الحد من الاسلحة النووية.
كما ان هذا القرار بصياغته جعل الباب مفتوحاً لاصدار قرارات اخرى فيما
اكتشفوا وجود ثغره معينة في القرار كما حصل في القرار 707 الذي ركز على
مسالة التفتيش الفوري دون الاعاقة ودون الابلاغ المبكر.
في
منظمة الطاقة الذرية قامت العلاقات الدولية بدراسة هذا القرار وبحكم
معرفتها بعمل الوكالة الدولية للطاقة وكادر دائرة الضمانات التابعة له
والتي دوماً تستعين بخبراء تدفع الدول المانحة رواتبهم اقترحنا بضرورة
اعلان شامل لكل الانشطة لان الاجهزة وطرق التحقق عن اليورانيوم
واستخداماته متوفرة ناهيكم عن الكوادر العلمية العاملة في الوكالة او التي
تستعينها الوكالة سيتوصلون الى معرفة الحقائق ورفعت هذه الدراسة الى رئاسة
المنظمة.
من
جانب مشروع البترو 3 رفع الدكتور جعفر ضياء جعفر مسؤول المشروع دراسة
ايضاً وبشرح ايضاً مفصل مقترحات اعلان كافة الانشطة رفعت هذه الدراسة الى
حسين كامل المشرف على المشروع.
جائت الاجابة باعلان فقط عن البرنامج الخاضع لنظام الضمانات اي دون اشارة الى اي خرق لهذا النظام.
اعلنت
وزارة الخارجية برسالة الى مجلس الامن في 18/4/1991 بان العراق لم يمتلك
اسلحة نووية ولا مواد تصلح لتصنيع سلاح نووي وهنا توجب العمل على ازالة اي
شئ يتعلق بمشروع بترو 3 قام بها كوادر البرنامج النووي.
في الجانب النووي
تشكل فريق نووي عراقي وكما يلي:-
1- الدكتور
عبدالحليم ابراهيم الحجاج نائب رئيس المنظمة ويترأس الدائرة التي تعني
بالسياسة الخارجية مع الوكالة ومنضمات الامم المتحدة ذات العلاقة كنزع
السلاح والمسؤول عن الاتفاقيات وتنفيذها رئيسا للفريق.
2- الدكتور
نعمان النعيمي احد قادة البرنامج النووي العراقي والذي ساهم بشكل فعال في
برنامج التسلح النووي وهو شخصية علمية مقتدرة ويتمتع بذهنية عالية وحاصل
على مرتبة العلماء.
3- الدكتور
عبدالقادر احمد احد قادة البرنامج النووي وهو المسؤول والمنفذ لعمليات
التخصيب الكيميائي وكان سابقاً رئيساً لمركز البحوث النووية وهنا اتذكر
عندما كنا نتفاوض في فينا مع دائرة الضمانات حول تطبيق معاير التفتيش على
الوقود الفرنسي عام 1980 اجرى لهم حسابات كيمياوية لم تكن معروفة لديهم
حيث توصل هو الى نفس القياسات التي يعملون بها وفق حساباتهم مما طرح عليه
ان تعطى لهم طريقة حساباته لدراستها والعمل بها.
4- الدكتور
نعيم الجلو ً احد قادة البرنامج النووي نائب مسؤول المجموعة الرابعة
المعنية بتصنيع السلاح النووي وهو يمتلك قدرة علمية متميزة وكان يدير عمله
العلمي باقتداروحاصل على مرتبة العلماء.
5- كاتب المقالة ويعاونه فريق الحسابات النووية المؤلف من الدكتور عبدالواحد الساجب وهاني الحسن وشاكر حامد.
بناء
على تكليف قرار مجلس الامن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقيام بالمهام
المناطة بها شكل الدكتور هانز بلكس المدير العام للوكالة فريقاً برئاسة
البروفسور زفريرو ونائب له السيد ديمتري بيريكوس ومجموعة من خبراء الوكالة
ومن الدول المتقدمة نووياً.
وهنا
التساؤل لماذا اختير زفريرو الذي فاتحنا نهاية عام 1988 حول الخلايا
الحارة المذكورة في مقالتنا ولماذا لم يكلف من له باع بالمعرفة لنظام
الضمانات والتفتيش الجواب يعرفه من خطط لذلك.
بدا
الفريق النووي الاول زيارته للفترة 15 الى 21/5/1991 وكانت برئاسة ديمتري
بيريكوس فقمت باستقبال الفريق لمعرفتي ببعض منهم عندما عملت في فينا.
قام الفريق بنصب طبق للاتصال الهاتفي بواسطة قمر التصالات.
سلمنا
لبريكوس خريطة لموقع التويثة مؤشرة فيها كافة الابنية ماخوذة من اقمار
التجسس وقد تقسم الفريق الى مجموعة تعمل مسحاً مشياً على الاقدام لمواقع
التويثة وقسم اخر لجرد المواد النووية.
رافق
المفتشون اعضاء الفريق النووي العراقي وهنا في هذا الفريق كان من ضمنهم من
يريد افتعال ازمة ليصار الى الوعيد والتهديد وابلاغ مجلس الامن عن عدم
التعاون وهذا ما حدث عندما طلبوا اسم بعض البنايات او مرفق بناية موجودة
في الخريطة وغير موجودة في الارض الا ان صبر وبحكمة وتصرف الفريق العراقى
حالت دون اثارة اي ازمة.
لقد
ابدى بيريكوس وبعض المفتشين المهنين عند زيارة الاحواض الكونكريتية
ومشاهدتهم الوقود وتم شرح كيفية اخراج اعمدة الوقود ونقه والحفاظ عليه في
الموقع خارج التويثة مع استمرار المعاينة واضافة الماء اللائيوني اعجبوا
بالعمل كذلك عند مشاهدتهم لانقاض المفاعلين المدمرين وكيفية معالجتها. تم
جرد المواد النووية واماكن تواجدها.
صدر
امر بايفاد الفريق النووي العراقي الى فينا لحضور اجتماعات مجلس المحافضين
للوكالة ومن هناك امكانية التعرف على نية فريق الوكالة لعمله المستقبلي
ولكي لايحدث فراغ نتيجة الايفاد فقرر الدكتور جعفر المشرف على الفريق
النووي تشكيل فريق لمتابعة القضايا اثناء سفر الوفد وكما يلي:-
1- الاستاذ ضافر سلبي – احد قادة البرنامج النووي العراقي بشقيه الوطني والبيترو 3 يتمتع بقدرة ادارية متميزة وعقل ثاقب ومفاوض جيد.
2- الدكتور فائز البيرقرار – رئيس مركز البحوث النووية احد المساهمين في بحوث التخصيب بالليزحاصل على مرتبة العلماء.
3- الدكتور زهير القزاز – مدير مختبرات الخلايا الحارة والمسؤول عن استخلاص البلوتونيوم حاصل على مرتبة العلماء.
4- المرحوم
الدكتور رياض الجراح – مدير مختبرات تصنيع وقود المفاعلات الذي توفي رحمة
الله عليه فى نهاية التسعينات بسبب العجز الكلوى كان من الكوادر المهمة
واجرى البحوث بنجاح على انتاج فلز اليورانيوم الطبيعي بذلك خسر العراق
عالماً كان له دور في المسيرة العلمية للبرنامج.
وصلنا
الى فينا وشاركنا كمراجعيين في اجتماعات مجلس المحافضين واجرينا لقاءات مع
زفريرو وبعض من فريق التفتيش وهناك جائنا الدكتور ديفدكي الذي اعرفه حق
المعرفة لانه كان المسؤول عن تقييم برامج التعاون التقني للدول النامية
وابلغنا بانه احد اعضاء فريق التفتيش وهنا اثار استغرابنا لانه يعمل في
دائرة التعاون التقني وليس في دائرة الضمانات. اذاً فانه له دور مرسوم
نتطرق اليه في مقالتنا القادمة واثناء الاجتماع كانت امامنا خرائط موقع
الطارمية المعنية بنشاط الفصل بالطريقة الكهرومغناطيسية، انهم وضعوها
متعمدين وتجدر الاشارة ان من بنى الموقع هي شركة يوغسلافية فاستنتجنا بان
هناك تسريبات قد حصلت من الشركة وبجوز من غيرها.
للفترة
22 حزيران الى 3 تموز 1991 وصل فريق التفتيش الثاني برئاسة السيد زفريرو
وبمعيته ايضاً ديفركي وشخص اخر كان همه اذية العراق وهو روبرت غالوشى وكان
الوصول في يوم قبل العيد الكبير وطلبو مقابلة وزير الخارجية الاستاذ احمد
حسين (نسأل الله فك اسره) وكان الهدف هو اجراء التفتيش في اول يوم العيد
(هنا بدا استفزاز اخر) وابلغهم بانه يجب احترام المشاعر الدينية الا ان
اصرارهم مما ابلغهم بانه يمكنهم القيام بالتفتيش دون المرافقة.
بدأو
بالتفتيش وجائنى التوجيه باللحاق بهم ومرافقتهم الى معسكر ابو غريب ووقفوا
امام مدخل في نهاية المعسكر طالبين زيارة الموقع ولم اكن اعلم مايوجد
بالداخل وبعد انتضار اكثر من ساعتين لرفض الجنود فتح الباب، رجوت منهم اي
الحراس ان يخرج الضابط للتحدث معه وفعلاً جاء الضابط وانا اعرفه لانه في
حماية المرحوم الشهيد صدام حسين وبينت له المهمة ودخل الى الداخل وبعد
ساعة اخرى سمح فقط لثلاثة اشخاص وان اكون معهم وان يتركو السيارة الكبيرة
في الساحة وندخل بسيارته الشخصية وفعلاً ذهبت مع زفريرو وتجول في الداخل
وعلمت بانها دور رئاسية في الرضوانية وكان الجو شديد الحرارة مما استغرقت
الزيارة ساعة فقط التجول بالسيارة خرجوا وعدنا الى بغداد.
اليوم الثاني زارو بعض المنشات العسكرية في ابو غريب ولم يحدث شئ.
اليوم
الثالث وبنفس المنطقة وبينما كنا نتحدث والفريق الذي رائسه ديفيدكي بعد
سفر زفريرر قام احد المفتشين باقناع احد المرافقين العسكريين بالتسلق لاحد
ابراج المراقبة وهناك كانت المفاجئة بوجود سيارات حاملة لاجزاء من
الفاصلات وغيرها التابعة لموقع الطارمية. وجرت المطاردات كانها فلم وكانو
يزودون بالمعلومات عن طريق اقمارالتجسس واستطاعوا اخذ الصورللناقلات في
معسكرطارق كانت اازمة كبيرة وبحكمت المسؤلين عنا جرى الاتفاق مع ديفد كاى
على تجميع الناقلات والاجهزة التى عليها وبعد جردها جرت الموافقة على
نقلها الى مخازن التويثة ولمتطلبات العمل جرى اضافة كوادر اخرى للفريق
النووي العراقي واصبح الفريق النووي يتكون من :
1- الدكتور عبدالحليم ابراهيم الحجاج – رئيساً.
2- الدكتور عبدالقادر احمد – عضو.
3- الدكتور نعيم الجلو – عضو
4- السيد سرور ميرزا – عضو
5- الدكتور
سامي الاعرجي – بدلاً من الدكتور نعمان النعيمي الذي اجهده العمل وشعر
بوعكة صحية. كان د.سامىيشغل مدير هيئة السلامة في مشروع البترو 3 ويتمتع
بديناميكية للعمل ومفاوض جيد
6- المرحوم الدكتور رياض الجراح.
7- الدكتور زهير القزاز
8- الدكتور فارس عبد العزيز – احد قادة برنامج الطارد المركزي وسبق وان اشترك في البرنامج النووي العراقي
ويشرف على الفريق باستمرار الدكتور جعفر ضياء جعفر.
حدث اخر وتكملة اخرى.
جانب من مقتالات الكاتب :
سرور ميرزا محمود : ذكريات مع عالم من علماء الطاقة الذرية العراقية
سرور ميرزا محمود : العلاقات الدولية في اطارها الدبلوماسي والفني للبرنامج النووي العراقي
سرور ميرزا محمود : محطات حقيقية للبرنامج النووي العراقي
سرور ميرزا محمود : استراجية البرنامج النووي في العراق في اطار سياسات العالم والتكنولوجيا