كلمة أخيرة:
اللوزتان احدى وسائل الدفاع في الجسم تتعرضان للإلتهاب بشكل متكرر عند
الأطفال قد تتضخمان أحياناً نتيجة الالتهابات المتكررة مسببة صعوبة البلع وقد
يسبب الالتهاب القيحي في اللوزتين بعض المضاعفات كالخراج حول اللوزة أو الحمى
الروماتيزمية أو التهاب الكلية يجب الال تزام بدقة بالمعالجة الموصوفة من
الطبيب وإكمال الشوط العلاجي كاملاً حتى لوحدث التحسن سريعاً.
لاينصح باستئصال اللوزتين إلا إذا كانت ضخامتهام شديدة لدرجة تعيق البلع أو
النفس أو إذا اشتبه بوجود مرض خبيث فيهما.
يمكن لالتهاب اللوزتين على بساطته أن يسبب أمراضا ً قلبية خطرة، فما هما
اللوزتان: إنهما مجموعتان من الأجربة اللمفاوية المتوضعة في الحلق، والتي
تشكل خط الدفاع الأول تجاه الجراثيم والعوامل الممرضة الأخرى التي تدخل الجسم
عن طريق الفم .
كيف يؤثر التهاب اللوزتين على صمامات القلب
الجراثيم التي يمكن أن تسبب التهاب اللوزتين كثيرة، لكن أهمها في الإصابات
القلبية تلك المسماة الجراثيم العقدية (وذلك نسبة إلى شكل توضعها تحت المجهر
على شكل العقد أو السبحة) وخاصة المجموعة بيتا النمط ( أ ) وتأتي أهميتها من
شبه تركيب بنيتها الشديد لبنية الصمامات القلبية .
يتم تخريب الصمامات القلبية بآلية تسمى المناعة الذاتية، حيث تقوم وسائط
الدفاع والمناعة في الجسم بتشكيل مواد قاتلة خاصة بالجراثيم العقدية تسمى
أضداد الجراثيم العقدية. وبما أن الصمامات القلبية تشبه في بنيتها بنية
الجراثيم العقدية فإن هذه الأضداد تخرب الجراثيم العقدية وتخرب معها الصمامات
القلبية بدرجات مختلفة. وتحدث الإصابة عادة بعد 7 – 21 يوماً من التهاب
اللوزتين الحاد، وهو الوقت اللازم للبدن كي يشكل أضداد الجراثيم العقدية،
ولاتتعلق شدة التهاب اللوزتين دائما ً بشدة الإصابة القلبية، إذ يمكن لالتهاب
اللوزتين الشديد أن لا يؤثر على القلب، في حين قد تتخرب الصمامات القلبية
بشدة من التهاب لوزتين بسيط قد لايعيره الأهل اهتماماً، إنما يتعلق الأمر
بالدرجة الأولى بنوع الجرثوم وشدة الانعاكس المناعي تجاهه.
انتقال الالتهاب إلى المفاصل
ويؤدي التهاب اللوزتين إلى إصابة المفاصل، حيث يشكو المصاب من التهاب وتورم
في المفاصل الكبيرة(الركبة،المرفق،الكتف،الورك)، ويتنقل الالتهاب غالبا ً من
مفصل لآخر، كما يمكن أن يصاب الجلد، حيث يظهر مايسمى الحمى القرمزية( تشبه
الحصبة)، أو يصاب الدماغ على شكل مرض يسمى داء الرقص (قليل الحدوث). ويعاني
المصاب من ألم الصدر أو الزلة (ضيق النفس ) أو الخفقان وارتفاع الحرارة،
وتشفى إصابة المفاصل تماما ً في غالب الأحيان، في حين أن الإصابة القلبية
تترك أثراً بدرجات مختلفة، قد تصل إلى تخرب الصمام التام .
تسمى الحدثية الالتهابية السابقة (الحمى الرثوية) وتكثر في المناطق الباردة
والرطبة والفقيرة والمزدحمة، وتبرز فيها دائماً إصابة المفاصل، وقد تمر إصابة
القلب بشكل خفي وتبقى كذلك لسنوات عديدة (10-15 سنة)، حيث تبدأ الأعراض
بالظهور على شكل زلة مترقية أثناء الجهد أو بالاستلقاء(زلة استلقائية)، حيث
يضطر المصاب إلى زيادة عدد الوسائد عند النوم، أو يستيقظ من نومه فجأة بسبب
ضيق النفس الشديد (الزلة الليلية الاشتدادية) أو يعاني من الخفقان أو السعال
الجاف خاصة الليلي، وكل حالة سعال ليلي أو سعال يثار أو يشتد بالاستلقاء غير
واضحة السبب يجب فيها تحري إصابة صمام قلبي، وخاصة تضيق الصمام التاجي. وقد
لاتكشف الإصابة إلا صدفة ً عندما يراجع المريض طبيبه لسبب آخر، كما قد لا
تكشف إلا أثناء الحمل عندما تنهار معاوضة القلب بسبب الحمل الدموي الزائد
المرافق للحمل. لذلك يقال إن الحمى الرثوية تنبح على المفاصل وتعض القلب.
أعراض تستدعي مراجعة الطبيب
ينصح دائماً بمراجعة الطبيب الذي قد يكشف الإصابات القلبية المختلفة، حيث
تسمع أصوات نفخات قلبية مختلفة الشكل والشدة تدل على الصمام المصاب ونوع
ودرجة الإصابة، وعند وجود إصابة قلبية أو الشك بها يجب إجراء الدراسة
المخبرية (التي تساعد في إثبات التشخيص) وإجراء تخطيط القلب الكهربائي وربما
نحتاج إلى إجراء تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)...
أساليب العلاج
ويكون العلاج بالراحة المطلقة في الفراش لمدة يحددها الطبيب حسب شدة الإصابة
المفصلية أو القلبية، ويعطى الأسبرين بكميات كبيرة 3غ يومياً للأطفال(30 حبة
تاميرين أطفال) و6-8 غ يومياً للكبار(12-16 حبة أسكالتين) . والمقادير
الكبيرة ضروية للشفاء، ولاتشكل خطرا ً على الصحة باستثناء أولئك الذين يعانون
من قرحات هضمية أو اضطرابات في تخثر الدم .. وفي الإصابات القلبية المتوسطة
والشديدة يجب إعطاء الكورتيزون وبكميات كبيرة ايضا ً (60-80 ملغ) وهو دواء
سيء السمعة بين الناس رغم براءته مما ينسب إليه من مضاعفات ضارة، والحقيقة أن
هذه المضاعفات الضارة قد تحدث (وليست حتمية الحدوث) بالاستخدام الفوضوي
والعشوائي للدواء دون إشراف الطبيب ...
ومن أجل القضاء على الجراثيم الموجودة في اللوزتين لابد من إعطاء المضادات
الحيوية(وأحسنها البنسلين) لمدة لاتقل عن 10 أيام . .. وقد لانستطيع القضاء
على الجراثيم المستوطنة في اللوزتين إلا باستئصالهما.
يصاب القلب بنسبة 3-5% فقط في الهجمة الأولى من الحمى الرثوية، وتزاد النسبة
بشكل كبير في الهجمات التالية، بحيث تصل إلى 30-50% أي تتضاعف 10 مرات، ولذلك
يجب محاولة منع تكرر التهاب اللوزتين بإعطاء البنسلين المديد بمقدار
600.000-1.200.000 وحدة كل 21- 30 يوماً لمدة لاتقل عن خمس سنوات أو إلى عمر
18 سنة وأحيانا ً مدى الحياة ..
وفي حال تخرب الصمامات القلبية فإن العلاج يختلف حسب الحالة، لكن العلاج
النهائي هو تبديل الصمام المصاب بصمام آخر صنعي.
وبغض النظر عن الكلفة المادية الباهظة لعمليات القلب المفتوح التي يتم من
خلالها تركيب الصمام الصناعي، فإن الصمام الصناعي يؤدي الوظيفة ويحافظ على
الحياة، لكنه لايعيد المرء إلى الحالة الطبيعية تماما ولايعفيه من الاستخدام
الدائم للأدوية (بعكس ما نراه في عمليات الزائدة أو المرارة مثلاً حيث تنتهي
الحالة المرضية بالجراحة في معظم الأحيان) إذ لابد مع الصمامات الصنعية من
مراقبة دورية للقلب ولعمل الصمام الصنعي بوسائط مختلفة، أحسنها الايكو-دوبلر
الملون. كما يجب تناول الأدوية المميعة للدم بشكل دائم، ومراقبة فعالية هذه
الأدوية بشكل دوري أيضا ً لأن نقص التمييع يؤدي إلى تخثر الدم على الصمام.
( وهنا لاعلاج سوى إجراء جراحة جديدة واستبدال الصمام مرة ثانية) وزيادة
التمييع تؤدي إلى نزوف قد تكون خطرة.
ومن هنا ندرك درجة الأذى الذي يمكن أن يحدثه التهاب اللوزتين الحاد للصمامات
القلبية ومدى العبء المادي والصحي والمعنوي الناجم عن ذلك على الفرد وعلى
المجتمع، خاصة عندما نعلم أن 90% من إصابات الصمامات القلبية في بلادنا ناجمة
عن التهاب اللوزتين ..
من منا لم يتعرض لالتهاب اللوزتين هو أو أي من أفراد أسرته ولو لمرة واحدة؟
بالتأكيد لن أجد من يقول أنا، فالتهاب اللوزتين من الأمراض الأكثر شيوعًا،
كما أن عمليات استئصال اللوزتين من أكثر العمليات التي تجرى، لذا فإن الأعراض
التي تصاحب التهاب اللوزتين وخصوصًا عند الأطفال هي التي تؤرق الوالدين،
فارتفاع الحرارة الذي يصاحب المرض يعد من أشدها خطورة على الطفل، والتي نحذر
منها وندعو دائمًا إلى أخذ الحيطة والحذر، ونشدد على استعمال خافضات الحرارة
بجميع أنواعها، إضافة إلى استعمال الماء البارد لتخفيض الحرارة.
وقبل أن يتبادر إلى أذهانكم عن سبب هذا الاهتمام بضرورة إبقاء درجة الحرارة
دون الدرجة 38م، أود أن أذكر لكم أهم مضاعفات ارتفاع حرارة الطفل وأخطرها ألا
وهي إمكانية حدوث تشنجات حرارية، والتي إذا ما تكررت فلربما تؤدي إلى حدوث
خلل دماغي يستدعي استعمال بعض العلاجات مدى الحياة.
في الغالب التهاب اللوزتين عند الأطفال يصاحبه تضخم الناميات الأنفية أو ما
يسمى باللحمية، والتي هي أيضًا تتكون من نسيج ليمفاوي شبيه بنسيج اللوزتين،
وتضخمها سيحدث ضغطًا على الفتحتين السفليتين لقناة استايكوس وربما انغلاقهما،
والذي سيؤدي حتميًا إلى تجمع السوائل في الأذن الوسطى وضعف السمع، ومن
الأمراض الأخرى صعوبة في البلع، وهو ما يؤدي إلى ضعف الشهية وصعوبة التنفس
والشخير، والتنفس من الفم في أثناء النوم. وعند فحص المريض من قبل طبيب الأنف
والحنجرة، تجد تضخمًا في اللوزتين، وأحيانًا يكسوهما طبقة من الصديد، إضافة
إلى تضخم الغدد اللمفاوية تحت الفكية، وكذلك تلك التي خلف زاوية الفك السفلى،
وهو أشد أنواع التهاب اللوزتين خطورة، حيث في الغالب ترتفع حرارة المريض
عاليًا، ومن الصعب السيطرة عليها في الأيام الأولى.
وبالنسبة للعلاج في حالات التهاب اللوزتين الحاد، بداية يتم صرف أحد أنواع
المضادات الحيوية، مما يراه الطبيب مناسبًا. وهنا أود أن أنوه إلى ضرورة
الالتزام بإرشادات الطبيب حول استعمال المضاد الحيوي من حيث الجرعة والوقت
الكافي، وعدم إيقافه إلا بأمر الطبيب.
بعد ذلك يتم إعطاء المريض خافضًا للحرارة، من مركبات الباراسيتامول وغيرها،
كما ينصح باستخدام كمادات الماء البارد، على الوجه والجبهة ولربما يكون أفضل
لو تم غسل كامل الرأس بالماء البارد.
عند الكبار قد يوصى باستخدام المحاليل التعقيمية للحلق، والتي تساعد في تنظيف
اللوزتين من الإفرازات الصديدية التي قد تكون قد تجمعت على اللوزتين.
أما في حالات التهاب اللوزتين المزمن، بمعنى آخر حدوث التهاب اللوزتين لأكثر
من أربع مرات سنويًا وعلى سنتين متتاليتين، وهنا ينصح الأطباء باستئصال
اللوزتين واللحمية تحت البنج العام.
ويوصي الأطباء باستئصال اللوزتين في الحالات التالية:
ـ تكرار التهاب اللوزتين لأكثر من ثلاث أو أربع مرات سنويًا.
ـ حالات الاختناق الليلي حيث ينحبس التنفس لثوان معدودة قد تطول ولعدة مرات
تزيد عن سبع مرات في الليلة الواحدة، وخصوصًا عند المرضى الذين يعانون السمنة
الزائدة وقصار الرقبة.
ـ إذا كان هنالك تضخم في اللوزتين يعوق الأكل وكذلك التكلم عند الأطفال.
ـ إذا كان الطفل يعاني تكرار التهاب الأذن الوسطى الناتج عن تضخم الناميات
الأنفية، ينصح أحيانًا باستئصال اللوزتين والناميات معًا.
ـ من يعانون رائحة الفم الكريهة والتي من أسبابها تجمع الأكل في فتحات
اللوزتين أو ما يسمونها بجيوب اللوزتين.
ـ إذا كان هناك إحدى اللوزتين أكبر من الأخرى ينصح باستئصال اللوزتين
ودراستهما مخبريًا، لنقطع الشك باليقين حول إمكانية أن يكون ذلك ورمًا لا سمح
الله.
اللوزتان :
- للوقاية من التهاب اللوزتين والبلعوم يقضم حصّ من الثوم النيء بين الأسنان
ببطء.
- يستخدم مغلي أوراق الخبيزة للمضمضة والغرغرة. ويفيد شرب المغلي ايضا ً في
حالة التهاب اللوزتين. ويحضر المغلي بغلي ملعقة كبيرة من اوراق الخبيزة
المهروسة لكل فنجان من الماء.
- يفيد مغلي الصعتر في تسكين آلام اللوزتين والتهابهما, وذلك بأستعماله
للغرغرة. ويعيد المغلي بغلي ملعقة صغيرة من العشبة لكل فنجان من الماء.
- لمعالجة التهاب اللوزتين تذاب ملعقتان صغيرتان من العسل مع ملعقة صغيرة من
خل التفاح في كوب ماء, ويؤخذ مقدار نصف كوب قبل الأكل ثلاث مرات يوميا ً.
- كمــا أكد أطباء أن العسل له فوائد صحية متعددة فهو يعالج التهاب اللوزتين
, إذ تناول منه ملعقة كبيرة قبل الطعام بساعتين أو بعد الطعام بثلاث ساعات
مضاف إليه زيت السمك وكانت دراسات سابقة قد أكدت أن تناول العسل يساهم في
زيادة مستويات مضادات الأكسدة التي تساعد في الوقاية من السرطان وأمراض القلب
, فقد وجد العلماء أن العسل يزيد مستويات مركبات مضادة للتأكسد في الدم وهي
نفس المواد المتوفرة في الفواكه والخضروات والبذور التي أثبتت فاعليته في
مقاومة السرطان بالإضافة إلى أن العسل يساعد في ترميم الأنسجة التالفة .