52- لا يرد هنا .وصف لحياة بني إسرائيل في مصر .52- وصف
مطول لحياة بني إسرائيل في مصر وكيف أن كل أبناء يعقوب في
مصر وأحفاده تزوجوا صغار السن حتى إن بعضهم قد صاروا آباء
وعمرهم سبع سنين !! ( الميدراش ) وأن أم موسى " يوكابد "
وُلدت عند سور المدينة قبل دخول بني إسرائيل مصر !! ( معنى
هذا أنها ولدت موسى وعمرها مائتي عام !! ( كتاب اليوبيلات
) .
53- ختام للقصة بدعاء يوسف والثناء على الله : {رَبِّ قَدْ
آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ
الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ
وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً
وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) } .ختام للقصة بوفاة
يوسف ، ذكر قبلها كلمة ليوسف هي أجمل ما في الرواية
التوراتية : أنتم نويتم عليَّ شرًّا والله نوى بي خيرًا
يذكرنا بقوله تعالى على لسان يوسف : { إِنَّ رَبِّي
لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ } . 53- ختام للقصة بوفاة يوسف ،
ذكر قبلها دعاء ليوسف عدَّد فيه فضل الله عليه ( كتاب عهود
الأسباط ) كما يذكر (كتاب التلمود قبل وفاة يعقوب دعاءً له
يقول فيه : " رب يا من حين خلقت السماوات والأرض مدتهما
إلى ما لا نهاية ضع نهاية لأحزاني .
54- تعقيب ديني طويل عقب القصة . 54- لا يرد هنا .لا نجد
حتى الآن في أي من كتب أهل الكتاب هذا التعقيب الديني .
ما استعرضناه آنفًا يجعلنا نتساءل :
- لماذا لم نجد في القرآن أيًّا من التفاصيل غير المنطقية التي
مررنا بها في كتب اليهود على اختلاف أنواعها ؟
- أنى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعلم كل تفاصيل قصة يوسف
عليه السلام المشتتة في هذا العدد الكبير من الكتب على اختلاف
لغاتها ، والطوائف التي تنتمي إليها ، والزمان والمكان اللذان
اكتشفت فيهما ؟
- هل من الممكن أن يكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد افترى
القرآن ؟
هذه الفرضية – افتراء القرآن من لدن محمد صلى الله عليه وسلم
تقتضي الآتي :
1- تعلم صلى الله عليه وسلم القراءة سرًّا:
إذ أنه كان أميًّا واشتهر عنه ذلك عند العرب: { وَمَا كُنتَ
تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ
إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) } [ العنكبوت ] .
2- تعلم صلى الله عليه وسلم لغات كتب أهل الكتاب على كثرتها
سرًّا :
يقول الله تعالى
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ
إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ
إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103)
} [ النحل ] .
3- لم يَدَعْ صلى الله عليه وسلم صحيفة من صحف أهل الكتاب إلا
وقرأها سرًّا :
كتاب يوسف عليه السلام بين القرآن الكريم وكتب السابقين
- مع أن هذه الكتب لم نجدها مرة واحدة ولا في مكان واحد .
- مع أن عدد هذه الكتب كبير جدًّا يستحيل الاطلاع عليها كلها من
شخص واحد .
- مع أن حجم الكتب أيامه صلى الله عليه وسلم كان كبيرًا جدًّا
وفي قراطيس يستحيل تداولها سرًّا .
- مع أن عدد النسخ من الكتاب الواحد كان قليلًا ؛ لأن النسخ كان
يدويًّا ولحرق كتب أصحاب الديانات والفرق من الأباطرة .
- مع أن جزءًا كبيرًا من هذه الكتب كان أسرارًا لا يسمح بتداولها
إلا بين علماء كل طائفة . هذا عدا المخطوطات التي لم نجدها إلا
في القرن الحالي .
فهل كان لديه صلى الله عليه وسلم علماء للتنقيب عن المخطوطات !!!
.
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ
لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ
وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ
وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) } [ المائدة ] .
{ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ
تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5) قُلْ أَنزَلَهُ
الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً (6) } .[ الفرقان].
4- استبعد صلى الله عليه وسلم التفاصيل غير المنطقية من كل كتاب
.
بالرغم من أن هذه التفاصيل تعج بها تلك الكتب ، فلم يحدث أن اتفق
القرآن مرة في جزئية غير معقولة ، مع وجود تفاصيل كثيرة جدًّا
بين القرآن وتلك الكتب . أي أنه صلى الله عليه وسلم قد أدرك أن
هناك أناسًا متعلمون في القرن العشرين وما بعده سيقرؤون الكتاب (
القرآن ) وأدرك أنهم لن يستسيغوا إلا المنطقي فاستبعد من القرآن
كل ما يتناقض مع العقل والمنطق !! { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ
فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً (82) } [ النساء] .
5 – أخذ صلى الله عليه وسلم يجمع التفاصيل من كل كتاب ما يستقيم
مع الكتاب الآخر :
ثم عرض كل قصة في موضوع محدد ولغرض معين ثم عرضها في صورة بيانية
معجزة بعد إضافة تفاصيل أخرى من عنده صلى الله عليه وسلم !! ، ثم
وضعها في موضعها المناسب في القرآن ، بل وتحكم في مشاعره
الإنسانية حيث تختلف الحالة الوجدانية لكثير من السور مع حالته
النفسية صلى الله عليه وسلم حال نزولها ؛ مثل سورة النور التي
نزلت في حادث الإفك حيث اتهم صلى الله عليه وسلم في عرضه . كان
المتوقع أن يكون جو السورة حزن وغضب ؛ فإذا بها تسبح بقارئها
وسامعها في جو من السلام والروحانية والنور .
6 – أضاف صلى الله عليه وسلم إلى كتابه ( القرآن ) نبوءات بالغيب
في أمور عدة :
مثل أدائه وأصحابه لعمرة القضاء ، وكالتنبؤ بانتصار الروم مثلًا
على الفرس ( سورة الروم ) !! في وقت كانت هذه النبوءة أبعد ما
تكون عن التحقيق وخاطر بدعوته مخاطرة حاسمة ؛ مثل ذلك أيضًا
التنبؤ بانتصار الإسلام وتمكينه من أكبر قوى الأرض في ذروة الضعف
والاضطهاد للمسلمين .
7 – كما أضاف صلى الله عليه وسلم تفاصيل من العلوم الكونية لم
نعلم نحن أغلبها إلا متأخرًا جدًّا (5) .
8 – علم صلى الله عليه وسلم صفات وألقاب النبي المنتظر عند أهل
الكتاب فخطها في القرآن لنفسه ثم تحكم في مصير حياته حتى تطابق
صفاته صفات ذلك النبي !!! (6).
*** إن هذا هو المستحيل بعينه .
* ويجدر بنا أن نختم عملنا هذا بكلمتين :
الكلمة الأولى : عن قصة يوسف في القرآن ( التي هي موضوعنا
الأساسي ) بعد مقارنتها بمثيلتها في التوراة (7) :
( إن سوق التاريخ واحد تمامًا في كلا الروايتين، ومع ذلك فإن
التأمل السريع يكشف لنا عن عناصر خاصة تميز كلتيهما على حدة ،
فرواية القرآن تنغمر في مسحة روحانية نشعر بها في صفات الشخصيات
وكلماتها التي يتحرك بها المشهد القرآني ، فهناك قدر كبير من
حرارة الروح في كلمات يعقوب ومشاعره في القرآن في التعبير عن
يأسه عندما يعلم باختفاء يوسف ، كما تتجلى في طريقته في تصوير
أمله حين يدفع بنيه إلى أن يتحسسوا من يوسف وأخيه ، وامرأة
العزيز نفسها تتحدث في الرواية القرآنية بلغة تليق بضمير إنساني
وخزه الندم ، وأرغمته طهارة الضحية ونزاهتها على الاستسلام ؛
فإذا بالخاطئة تعترف في النهاية بغلطتها ، وتقر بخطئها ، وفي
السجن يتحدث يوسف بلغة روحية محلقة، سواء مع صاحبيه، أم مع
السجان ، فهو يتحدث كنبي يؤدي رسالته إلى كل نفس يرجو صلاحها ) .
الكلمة الثانية : عن القصص القرآني على العموم :
من الأسباب التي تجعل القصص القرآني أحسن القصص أن غيره إما
واقعي أو خيالي ؛ فإن كان خياليًّا فإنه لا يصلح أن يكون هاديًا
ولا موجهًا ، ولا يصلح أن يكون ميزانًا يوضع فيه كل شيء في محله
، من عواطف وعقلانيات ، وغير ذلك ، وإن كان واقعيًّا فقد يغيب
بعضه أو يزاد عليه ، أو لا يكون مغطيًا للموضوع بما يشمل الزمان
والمكان ، والغيب والشهادة ، والدنيا والآخرة .
" أما القصة القرآنية فنجدها قد استكملت ما لم يستكمل في غيرها ،
هذا مع كونها جاءت بأبلغ عبارة ، وأعظم أسلوب وأوجز عرض ، هذا مع
أنك تجد في كل آية من المعاني والتوجيهات والهداية ما لا يحيط به
إلا الله الذي أنزله " (
.
ونحن في انتظار رسائلكم وتعليقاتكم
يمكن التواصل مع المؤلف:
جمهورية مصر العربية ـ مصر ـ القاهرة
الهاتف: 0020127793747 من داخل مصر : 0127793747
الإيميل : tolba_hesham@yahoo.com
الهوامش:
(1)(2)(3)(4) "محمد صلى الله عليه وسلم في الترجوم والتلمود
والتوراة وغيرها من كتب أهل الكتاب وأصحاب الديانات" / هشام محمد
طلبة ( ص : 10-12 ) .
"2-4" لمزيد من المعلومات يرجع في ذلك إلى المراجع الآتية :
أ- "The International Standard Bible Encyclopedia"
ب- Introduction to The Talmud and Midrash
ج-" Encyclopedia Judaica "
د- الكتاب المقدس – طبعة دار المشرق 1989م .
هـ- أناجيل الطفولة ( القس جان دانيالو) .
و- الكنز المرصود في فضائح التلمود- د. محمد عبدالله الشرقاوي .
(5) راجع في هذا المجال كتاب : " إلى الباحثين عن الاعتقاد
السليم " / هشام محمد طلبة .
(6) راجع في ذلك كتاب "محمد صلى الله عليه وسلم في الترجوم
والتلمود والتوراة وغيرها من كتب أهل الكتاب وأصحاب الديانات" /
هشام محمد طلبة .
(7) الظاهرة القرآنية : مالك بن نبي – الطبعة الأولى (ص245) .
(
الأساس في التفسير – المجلد الخامس – الطبعة الثانية – (
ص2629) / سعيد حوى .